لعسل المانوكا النيوزلندي قدرة خاصّة على الشفاء تميّزه عن باقي أنواع العسل و الكثير من الأدوية المركّبة كميائيّا.
حيث أنّ هذا النوع النادر من العسل و الَمستخرج من أحد أنواع النحل الغربي يستخرج رحيقه من زهور الشاي النيوزلنديّة التي يحتوي رحيقها على موادّ طبيعيّة مضادّة لأنواع كثيرة جدّا من البكتيريا ،
حتى تلك المقاومة للمضادّات الحيويّة الموجودة بالمركّبات الكيميائيّة أو المستخرجة من المنتجات الطبيعيّة الأخرى.
و لهذا السبب كان عسل المانوكا ولا يزال من أكثر المستخرجات الطبيعيّة المستخدمة لأغراض علاجيّة بجانب القيمة الغذائيّة الكبيرة الّتي يقدّمها.
مما استقضب إهتمام الباحثين بشكل كبير تجاه عسل المانوكا لتحليل أسبابه قدرته الشفائيّة و توظيفها لعلاج أمراض معيّنة بتصريح و اشراف طبّي.
الجدير بالذكر أنه جميع الأبحاث إتفقت أيضًا على القدُرات المُتباينة ل فوائد عسل المانوكا في القضاء على البكتيريا والوقاية مِنها طِبقًا لتركيز المانوكا ومكان صناعته والزهور التي يتم تلقيحه مِنها.
على سبيل المِثال، عسل المانوكا المُستخرج مِن جبال الكاي ماي يُعد مِن أقوى أنواع العسل المُستخدم.
وضّح بحثًا علميّا منشورًا بنهايات القرن الماضي بواسطة دكتور بيتر مولان الباحث النيوزلندي أنّ فوائد عسل المانوكا تكمن في احتوائه على مادّة الـمتیلقلیوکسال المقاومة للباكتيريا.
و المستخرجة بشكل رئيسي من رحيق زهرة الشاي النيوزلندي و الّتي لا تنبت إلا بالتربة النيوزلنديّة فقط .
و منذ ذلك الحين و عسل المانوكا يستخدم بشكل واسع كمضاد حيوي طبيعي
بالإضافة إلى إستخدامه في علاج أمراض الجهاز الهضمي و قتل جرثومات المعدة المتسببّة في كثير من الأعراض الأخرى التي تؤثّر على الجهاز الهضمي من الفم و حتّى القولون.
و يتميز عسل المانوكا بتأثيره المضاد للإلتهاب ، مما يجعله يساعد في علاج أمراض مثل الربو و إلتهاب المفاصل و حساسية الأنف والجيوب.
كما يمكن إستخدام عسل المانوكا بشكل خارجي على الجلد لأغراض علاجيّة و وقائيّة و تجميليّة.
اهتمّت الدراسة الّتي جرت عام 2012 بواسطة العالمين إيريك هاموند و إيريك دونكور و نشرت عام 2013 بمنصّة BMC للأبحاث العلميّة بتأثير عسل المانوكا في علاج البكتيريا
وإستعملا بكتيريا كلوستريديوم ديفيسيل أو ما يُعرف بالمطثية العسيرة وهي نوع بكتيريا قاطنة للجهاز الهضمي تسبّب أعراضًا تتراوح شدّتها من الإسهال و حتّى إلتهاب القولون المزمن.
وقد بيّن البحث –وبإستعمال درجات مُختلفة من عسل المانوكا- قُدرة العسل الفائقة على القضاء على البكتيريا كُليًا وليس منع إنتشارها فقط.
نُشرت دراسة تحت عنوان “حساسيّة هيليكوباكتر بيلوري للنشاط المضادّ للبكتيريا لعسل المانوكا” في مجلّة الجمعية الملكيّة للطب ببريطانيا عام 1994 مِن قِبل باحثين بجامعة وايكاتو بنيوزيلندا.
اهتمّ البحث بدراسة العسل – و تحديدا عسل المانوكا- كعلاج تقليدي لعسر الهضم ،
و ذلك لعدم وجود سبب علمي منطقي مسبق لإستخدامه بهذا الشأن قبلها.
أوضحت نتائج الدراسة فاعليّة عسل المانوكا خصّيصا دونًا عن غيره من الأنواع الأخرى في الحد من انتشار بكتيريا الهليكوباكتر بليوري و بالتالي تثبيط القرحة بأنسجة جدار المعدة.
كانت النتائج مبهرة من حيث الفاعلية لعسل المانوكا خصّيصا دونًا عن غيره من أنواع العسل الأخرى
حيث أنّ استخدامه بجميع التركيزات نجح بكبت الجرثومة و منعها من الإنتشار ،
حتى على تركيز 20% فقط من المزيج الكلّي.
يرجع ذلك لإحتوائه على بيروكسيد الهيدروجين الّذي يحمل خواصّ مؤكسدة تساعد على الهضم ،
بالإضافة على صفات مضادّة للإلتهابات تساعد على تخفيف القرحة بالمساعدة مع الجهاز المناعي للجسم.
كما بيّنت الدراسة أيضًا أن تركيز عسل المانوكا يزيد مِن قُدرته على
التخلص مِن عُسر الهضم والقضاء على الجراثيم ووضح هذا مِن إستخدام تركيزات مُختلفة مِن عسل المانوكا بين 5UMF و 20UMF.
أثبتت دراسة تم اجراؤها عام 2008 على بعض فئران التجارب قدرة عسل المانوكا على علاج مرض إلتهاب الأمعاء
الناجم من تواجد أنواع معيّنة من البكتيريا في الجهاز الهضمي للكائن الحي.
حيث تمّ تقسييم الفئران إلى مجموعات و قدّم لكل مجموعة تركيبة علاجيّة مختلفة.
قدّم للمجموعات الإيثانول و حمض السلفونيك و مركب سلفاسالازين (بتركيز 360 جم لكل كجم من وزن الجسم) ، و عسل المانوكا (بتركيزيّ 5 و 10 جم لكل كجم من وزن الجسم).
مرض إلتهاب الأمعاء (IBD) هو وصف شامل يتضمّن الإضرابات و الإلتهابات المزمنة بالقناة الهضميّة من الفم حتى نهاية الأمعاء الغليظة ، و ينقسم إلى نوعين من المرض حسب المنظقة المصابة:
أظهرت النتائج بعد 14 يومًا تفوّق عسل المانوكا على باقي المركبات من حيث الحماية التي يقدّمها ضدّ تلف القولون.
هذا بالإذافة لتحسينه معدّلات الأكسدة في المجموعتين التي تم استخدامه عليهما ،
حتى بتركيز 5 جم/كجم من وزن الجسم. أشارت تلك الدراسة إلى قدرة عسل المانوكا على شفاء إلتهاب القولون و خصوصا الناتج عن حمض السلفونيك TNBS ،
و لكن يتطلّب تأكيد إضافي لتلك النتائج في الدراسات البشريّة ، طبقا لإختلاف الظروف المناعيّة بين الكائنات الحيّة.
لعسل المانوكا العديد من القدرات الشفائيّة الأخرى .
و ذلك لاحتوائه على مواد محاربة للبكتيريا المقاومة للمضادّات الحيويّة مثل جرثومة MRSA الّتي تفشل أقوى المضادات الحيويّة الصناعيّة في القضاء عليها.
و يمكن تناول عسل المانوكا لتعويض نقص مواد غذائيّة هامة بالجسم ، أو للوقاية من أمراض قبل وقوعها.
كما يمكن إستخدامه على الجلد لتحسين و علاج البشرة من أمراض و أعراض مختلفة ، بالإضافة لقدرته على تخفيف الإلتهابات ،
و المساعدة على إلتئام الجروح و غيرها من الفوائد الحصريّة لعسل المانوكا.
للتعرّف بشكل أكبر على فوائد عسل المانوكا للبشرة تابع هذا المقال
لعسل المانوكا مقياس خاص لقياس جودته و مدى نقاؤه. يدعى مقياس المانوكا الفريد (Unique Manuka Factor – UMF).
يعدّ الـ UMF مقياسًا مؤثّقا يصل لحد العلامة التجاريّة
حيث تشرف عليه مؤسسة العسل النيوزلندي للتأكد من جودة المنتجات و تقسيمها حسب قوّة التركيبة الداخليّة له و تحديدا نسب موادّ متیلجلیوکسال (Methylglyoxal) و Hydroxymethylfurtural (DHA) و الليبتوسبرين (Leptosperin).
كلّ من تلك المواد لها قدرتها الشفائيّة و قيمتها الغذائيّة الخاصّة.
للتأكّد من جودة العسل و مصدره و فاعليّته و التعرّف أكثر على مقياس عسل المانوكا الفريد من هنا
المصادر